## الفصل 57: لابأس ستنجح يبدأ الفصل بمشهدٍ مُلتهب، تانجيرو في خِضّم تدريباته الشاقة، يحاول جاهداً إتقان تقنيّة تنفّسٍ جديدة قوية. جسده ينبض بالألم من الإرهاق والتركيز، لكنّه مُصمّم على إتقانها. يصرخ بداخله: **"لابأس، سأنجح.. لا بدّ لي من ذلك."** في تلك اللحظة، تتراءى له ذكرياتٌ من الماضي، أيامٌ هادئة دافئة من طفولته. يتذكّر نفسه طفلاً صغيراً، مُحاطاً بعائلته المحبّة. يتذكّر صوت ضحكات إخوته الصغار، ونظرات والدته الحنونة. **"أخي!"** يصرخ صوتٌ طفوليٌّ مُنقطع النبرات. يظهر في الذكرى شبحٌ لنيـزوكو، شقيقته الصغيرة، وهي تمدّ يديها الصغيرتين نحوه. فجأة، تتغيّر ملامح وجه نيـزوكو في الذكرى، عيناها تتّسِعان فزعاً. اللهيب الذي كان مُجرّد خيالٍ في مخيّلته، يشتعل حقيقياً، مُحاصراً إياه ونـيزوكو. **"أخي، لا.. ليس أنت.."** ينطق تانجيرو الكلمات بصوتٍ مختنق، مُدركاً فداحة المأساة التي حلّت بعائلته. تتوالى ذكرياتٌ مُؤلمةٌ أخرى، مُصوّرةً مَشاهد من حياته مع عائلته قبل الفاجعة. يظهر تانجيرو في أحد الذكريات وهو يُودّع نـيزوكو قبل انطلاقها لبيع الفحم في القرية. **"أخي، لماذا أنت حزينٌ هكذا؟"** تسأله نـيزوكو بقلقٍ، عيناها تُحدّقان فيه بقلقٍ. **"لا شيء.."** يُطمئنها تانجيرو بابتسامةٍ باهتة، مُخفياً مشاعره الحقيقية. يعود المشهد إلى تانجيرو في الحاضر، مُنهمكاً في تدريباته. عيناه تلمعان بعزمٍ لا يلين، مُصمّماً على صقل مهاراته وإتقان التقنية الجديدة. **"أقسم.. سأبذل قصارى جهدي لحمايتهم.. ولن أسمح لأحدٍ بإيذائهم مرّةً أخرى."** يتردّد صدى عهده في أرجاء المكان، بينما تتساقط رقاقات الثلج من حوله، مُعلنةً عن بداية فصلٍ جديدٍ في رحلته كصائدِ شياطين.